قال المبعوث الأمريكي الجديد إلى سوريا إن الولايات المتحدة ستقلص وجودها العسكري في سوريا إلى قاعدة واحدة بدلا من ثمانية وإن سياسة واشنطن تجاه دمشق ستتغير “لأن ما انتهجته لم ينجح” على مدى القرن الماضي.
وأدلى توماس باراك الذي عينه الرئيس دونالد ترامب مبعوثا خاصا الشهر الماضي بعد فترة وجيزة من رفع العقوبات الأمريكية على سوريا بشكل غير متوقع بهذه التصريحات في مقابلة مع قناة إن.تي.في التركية مساء الاثنين.
وينشر الجيش الأمريكي نحو ألفي جندي في سوريا، معظمهم في الشمال الشرقي. وتعمل القوات الأمريكية مع أخرى محلية لمنع عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية الذي استولى في 2014 على مساحات واسعة من العراق وسوريا قبل دحره في وقت لاحق.
وعادت الولايات المتحدة ودول أخرى إلى التواصل مع دمشق عقب تولي الرئيس أحمد الشرع المسؤولية لفترة انتقالية بعد أن أطاحت جماعات المعارضة المسلحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر كانون الأول.
ورفع باراك، وهو أيضا سفير الولايات المتحدة لدى تركيا، العلم الأمريكي فوق مقر إقامة سفير واشنطن في دمشق الأسبوع الماضي لأول مرة منذ 2012.
وردا على سؤال حول كيفية تشكيل إدارة ترامب لسياستها تجاه سوريا وما إذا كانت الولايات المتحدة تدرس سحب قواتها من هناك، قال باراك “ما يمكنني التأكيد عليه هو أن سياستنا الحالية تجاه سوريا لن تشبه على الإطلاق سياستنا تجاهها خلال المئة عام الماضية، لأن ما انتهجناه سابقا لم ينجح إطلاقا”.
ووفقا لنص المقابلة قال باراك إن خفض عدد القواعد العسكرية من ثمانية إلى قاعدة واحدة يشكل جزءا مهما من ذلك التحول.
وقال مصدران أمنيان في قواعد تنتشر فيها قوات أمريكية لرويترز في أبريل نيسان إن معدات ومركبات عسكرية نقلت بالفعل من شرق دير الزور ويجري جمعها في الحسكة.
وأوضح أحد المصادر أن الخطة تتضمن سحب جميع القوات الأمريكية من منطقة دير الزور.
وفي تعليقات منفصلة قال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية إن الوجود العسكري سيتقلص “إذا لزم الأمر وفي الوقت المناسب” بناء على الظروف، مضيفا أن وضع القوات يجري تقييمه بصورة روتينية وفقا للاحتياجات العملياتية والطوارئ.
وأكد باراك أن قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد هي حليف مهم للولايات المتحدة و”عنصر بالغ الأهمية” للكونجرس الأمريكي وأن توجيهها للإندماج في الحكومة السورية الجديدة أمر بالغ الأهمية أيضا.
وقال “على الجميع التحلي بالعقلانية في توقعاتهم”.
وقوات سوريا الديمقراطية حليف رئيسي في التحالف الأمريكي لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وتقودها وحدات حماية الشعب التي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور. وقرر حزب العمال الكردستاني الشهر الماضي حل نفسه بعد صراع دام 40 عاما مع الدولة التركية.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي إن قوات سوريا الديمقراطية “تماطل” رغم اتفاقها مع الحكومة السورية على الاندماج في القوات المسلحة