روسيا والدفاع عن الحليف الكيماوي

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس النظام بشار الأسد (Getty)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس النظام بشار الأسد (Getty)

لا يكل النظام الروسي ولا يمل من الدفاع عن حليفه نظام دمشق الكيماوي في المحافل الدولية بعد إدانته باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين.

رغم أن كل تقارير اللجان الدولية التي قامت بالتفتيش في مذبحة خان شيخون الكيماوية من قبل نظام الأسد، ومذبحة الغوطة الشرقية في العام 2013 تؤكد على استخدام هذا السلاح المحرم دوليا.

إذا ما بحثنا علاقة روسيا تاريخيا بالسلاح الكيماوي نكتشف أنها لم تكن أفضل حالا من حليفها النظام الكيماوي في سورية، فتاريخيا استخدم هذا السلاح لأول مرة في الحرب العالمية الأولى من قبل ألمانيا في العام 1915، وكان استخدامه الأول ضد روسيا القيصرية، اذ استهدفها الجيش الألماني بضربتين كيميائيتين راح ضحيتهما أكثر من عشرة آلاف جندي، واكتشف العالم غاز الخردل الذي وصف بسلاح دمار شامل، ولم يكتف الألمان بهاتين الضربتين فألحقاهما بثالثة كانت أكثر دمارا وفتكا فراح ضحيتها أكثر من خمسين ألف قتيل. ولم تضع الحرب العالمية الأولى أوزارها بعد حتى سقط حكم القيصر نيكولا الثاني في العام 1917 تحت ضربات حزب البلاشفة الذي كان ينادي بنصرة الفلاحين والعمال. وتم تشكيل الجيش الأحمر، ومصادرة الأراضي الزراعية التي باتت ملكا للدولة الشيوعية الفتية. لكن في العام 1921 انطلقت ثورة مضادة في مدينة خيزوف حيث تم تشكيل جيش من الفلاحين أطلق عليه الجيش الأزرق ( كتسمية تواجه الجيش الأحمر) وفي مؤتمر عقد في مدينة تامبوف تم إلغاء سلطة موسكو، وإعادة ملكية الأراضي للفلاحين وانطلق الجيش بقيادة الكسندر أنتونوف لإسقاط لينين في موسكو. فما أشبه اليوم بالبارحة، إذ قام القائد العسكري في الجيش الأحمر ميخائيل توخاتشيفسكي بإعطاء الأوامر في 21 تموز/يوليو 1921، بعد ان باتت ثورة الفلاحين تتفشى في جميع أنحاء روسيا، باستخدام السلاح الكيماوي لمحق الثورة في مهدها بعد أن تم وصف رجال الثورة ب" رجال العصابات" ( كما تستخدم اليوم عبارة ارهابيين للثوار السوريين لتبرير ضربهم) وخلال خمسة أشهر من المعارك الضارية واستخدام الاسلحة الكيماوية قتل ما لا يقل عن ربع مليون فلاح،( هذه الثورة البلشفية التي جاءت نصرة للفلاحين) واعتقال اكثر من خمسين ألفا بمن فيهم النساء والأطفال، وتصفية قائد الثورة ألكسندر أنتونوف. قبيل الحرب العالمية الثانية أخترع الالمان مرة اخرى غازا أكثر خطورة: غاز السارين (الذي استخدمه الأسد في خان شيخون) وقام الروس بتطويره ايضا واخترعوا غاز السومان و في اكس، وغاز شلل الأعصاب الذي تم استخدامه في اكتوبر 2002 في مسرح دوبروفكا في موسكو وبأمر من قبل الرئيس ( يا للصدف ) عميل المخابرات السوفيتية السابق فلاديمير بوتين نفسه، بعد أن احتجز فريق شيشاني عدة مئات من المتفرجين كرهائن، فقتل الفريق بأكمله وقتل معه 130 روسيا كانوا متواجدين في المسرح من أصل 800 شخص. وقد تمت ادانة روسيا من قبل المحكمة الاوربية لحقوق الإنسان.اليوم يدافع بوتين الذي استخدم سلاحا كيماويا عن حليف كيماوي آخر بحجج تلفيقية واهية، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ضربته لمطار الشعيرات الذي انطلقت منه الطائرات لضرب خان شيخون بالكيماوي، أظهرت صور التقطت للمكان ان هناك حاويات اسلحة كيماوية روسية.