في الذكرى التاسعة لمجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية

مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية دمشق (وكالات)
مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية دمشق (وكالات)

في تمام الساعة 2,31 ليلا في 21 آب / أغسطس 2013 كانت بلدات الغوطة الشرقية تغط في نوم عميق، زملكا، الزينية، عين ترما، المعضمية، لم يكن أحد يتوقع أن الدقائق المقبلة سيرتكب نظام العائلة الأسدية أول مجزرة بالسلاح الكيماوي. مع سابق إصرار وتصميم قامت قوات من اللواء 155 بإطلاق 16 صاروخا على زملكا، ثم 18 صاروخا على عين ترما ثم صاروخين على المعضمية، تفاجأ السكان وراحوا يهرعون إلى الأسطح ورش المياه على المصابين بغاز السارين، من لم يسعفهم الحظ وخاصة الأطفال الذي استنشقوا الغاز القاتل تابعوا النوم إلى الأبد، مئات الأطفال فارقوا الحياة خنقا بالغاز، وأعداد كبيرة من الناس الذين أصابتهم الصواريخ عن قرب. تسع سنوات مرت على المجزرة التي اعتبرها الرئيس الأمريكي باراك أوباما خطا أحمر، لكن كلام ليل أمريكا يمحوه نهار الشرق الأوسط الذي كان يتحضر لتوقيع الاتفاق النووي مع إيران، ولم يكن سيد البيت الأبيض يريد أن يؤجل التوقيع إذا رفضت إيران حليفة النظام الكيماوي المضي فيه إذا عاقبت أمريكا المجرم الكيماوي. وتكررت العملية في خان شيخون ووصف دونالد ترامب بشار الأسد بالحيوان ولكنه كسلفه لم يحرك ساكنا، هذه المجازر بالأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا والتي استخدمت في سوريا مئات المرات بغاز السارين، والخردل، والكلور، والأطفال يموتون والعالم "المتحضر" صم بكم عمي عما يرون ويسمعون. اليوم يتسابقون على التطبيع مع هذا النظام الذي كان منبوذا بالأمس، فالمصالح تعفو عن الجرائم، والشعوب المقهورة، المقموعة، المقتولة بكل أنواع الأسلحة بما فيها الكيماوية "لتقبع أشواكها بأيديها" فمواقف الدول تتغير حسب رياح المال والاستغلال والمصالح المختلفة. أما أدبيات حقوق الإنسان التي وقعت عليها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة "فلتنقعها الشعوب وتشرب ماءها" لا مباديء أبدية إلى عند الحاجة لاستخدامها لمصالح آخرى تهم الدول التي تعامت عنها لأنها تخص شعوبا مغلوبا على أمرها وليس من ورائها مكاسب. بالأمس ارتكب النظام مجزرة أخرى في مدينة الباب راح ضحيتها 14 قتيلا وحوالي 40 جريحا، لم يخرج من فم أحد إدانة واحدة، ولا بيان استنكار وكأن هذه المجازر ترتكب على كوكب آخر، هل نقبل بهذا القدر؟ أيها السوريون الأشواك في حلوقكم ولا أحد ينتزعها سواكم، وسوريا لكم وليست لبيت الأسد.