عام آخر مع الوحوش

هوية شخصية للاسم الحقيقي لوالد حافظ البهرزي
هوية شخصية للاسم الحقيقي لوالد حافظ البهرزي

منذ خمسين سنة وسنة يقبع الشعب السوري تحت حكم عائلة الوحش البهرزية، هذه العائلة التي أخفت اسمها الحقيقي " الوحش" لتستبدله بالأسد، تغير الاسم لكن صفة الوحش لم تتغير اسما وفعلا. فحافظ الوحش بن علي الوحش البهرزي قام بمعية أخيه رفعت الوحش بمجازر كثيرة في المدن السورية كان أكبرها مجزرة حماة في 2.2.1982، مع انطلاقة الثورة السورية قام الوريث بشار الوحش وأعوانه بمئات المجازر في معظم المدن السورية، بوحشية منقطعة النظير لا تصدر إلا عن وحوش حاقدة لا تمت للإنسانية بصلة. منها مجزرة الحولة التي وقعت في مايو 2012 عندما دخل السفاحون المدينة واستباحوا أهلها. وهذه شهادة أحدى الناجين من المجزرة المروعة:

فوزية حسين الخلف، من أهالي مزرعة السد التابعة لبلدة الحولة في ريف حمص. زوجة سمير حسين عبد الرزاق، أم لثمانية أبناء، إحدى الناجيات من مجزرة الحولة، تعود بالذاكرة إلى تلك الليلة في 25.5.2012 لتستعيد وجوه أحبتها الذين قضوا ذبحا وإعداما واغتصابا.:

"قتلوا عشرين شخصا في بيتنا، زوجي وبناتي الأربع ( سوسن 21 سنة، هدى 18 سنة، ندى 12 سنة، والصغيرة 10 سنوات)، قتلوا زوجة ابني الحامل في شهرها السابع، وطفلا كان على صدرها اسمه سمير، وأختي وكنتي وأولادهما، وابنة عمي وأولادها الأربعة، وسلفتي وابنتها. جمعونا في غرفة متطرفة بالقرب من درج السطح، وفتحوا علينا النار بشكل عشوائي، ثم هجم أربعة منهم على من بقي حيا بالضرب والإهانة والرفس والاغتصاب. كان زوجي على الأرض حين توسلت إلى أحدهم أن يدع ابنتي سوسن وكان يهم باغتصابها، شققت عباءتي وعرضت نفسي بدلا منها. اغتصبني اثنان منهم، ثم اغتصبوا ابنتي سوسن أمام زوجي الذي كان يصرخ ويبكي قبل أن يطلقوا النار على رأسه. كنا 27 شخصا في ذلك البيت، الأطفال والنساء ومن بقي من الأحياء كانوا يجهزون عليه بالسكين.

عذبونا بشكل سادي، وتحرشوا بالصغيرات بوحشية، داسوهن بأقدامهم، شدوا شعرهن إلى حد الاقتلاع، ومزقوا ملابسهن، كان صراخ النساء والأطفال يملأ المكان، والدماء متناثرة على الحيطان، الذي قام باغتصاب ابنتي سوسن قتلته رصاصة في رأسه أطلقها رفيقه بالخطأ، ليقوم أحد العناصر بذبح ابنتي سوسن بالسكين وهو يشتمها ويشتم الله أمام عيني.

لازلت أذكر ولن أنسى كيف كان أطفالي يتمسكون بي ويستغيثون بي ويصرخون " ماما " لكني كنت عاجزة أمامهم بينما كان أبوهم مقتولا عند الباب.

في طريق صخري وعر حملنا شباب من الجيش السوري الحر على أكتافهم. كنت أنا وابنتاي هبة ورشا وابنة اختي زهرة، وابنة عمي فاطمة، واثنان آخران الاحياء فقط. من بين 27 شخصا، مشوا بنا مدة نصف ساعة، وهم يدورون بنا بين الصخور حتى وصلنا إلى حافلة صغيرة أوصلتنا إلى كفر لاها.

لا أتمنى ما عشته لأحد، ولا أريد لأحد أن يرى جزءا صغيرا منه، لم أكن أصدق أن البشر يمكن أن ينحطوا إلى هذا الدرك من السفالة والحقد الطائفي والوحشية، سأروي قصتي دائما منتظرة العدالة التي ستعيد لأبنائي الحياة وسأحيي ذكرى المجزرة ما حييت" هذه شهادة من مئات الشهادات المماثلة.

عام آخر يهل على السوريين تحت حكم الوحوش، ولا تزال المجازر مستمرة، أمام أعين العالم أجمع وكأن أحدا لم ير، ولم يسمع، ولم يتكلم. ويرفع بشار الوحش البهرزي راية النصر على شعبه