تكنولوجيا الاتصال والتواصل، وخطر الحروب

تكنولوجيا الاتصال والتواصل - تعبيرية
تكنولوجيا الاتصال والتواصل - تعبيرية


التقدم الكبير في وسائل الإعلام والاتصال يواجه تحديات كبيرة وخطيرة، فالأنظمة الديكتاتورية المهيمنة يمكنها التلصص على حسابات الأشخاص، وتتبع حركاتهم، وانتهاك خصوصياتهم، كالجيش الألكتروني السري للنظام السوري مثلا الذي يتتبع مستخدمي الانترنيت وكتاباتهم على تطبيقات مختلفة، وسواه. كما أنها قادرة في أي لحظة أن تقطع اتصال الشبكة العنكبوتية فتعطل الاتصال بين الناس كما حصل أكثر من مرة في أكثر من نظام عربي واجه شعبه، كما تقوم المحركات الكبرى أيضا على مراقبة حسابات الأشخاص وإلغاء حسابات آخرين كما فعلت فيس بوك مؤخرا وأثارت ضجة كبرى واضطرت حتى على تغيير اسمها لتخطي الفضيحة. والأخطر من هذا وذاك هو أن تكون الأقمار الاصطناعية التي تقوم بمهمة الاتصالات والبث والاستقبال والإرسال أهدافا عسكرية بين الدول القادرة على تدميرها كما فعلت روسيا مؤخرا في تفجيرها لقمر اصطناعي على مداره بصاروخ موجه مبتكر أثار حفيظة الولايات المتحدة، وأعضاء حلف شمال الأطلسي، ومخاوف العديد من الدول الذين دانوا التجربة واعتبروها تهديدا مباشرا على مستوى العالم. ففي حال تدمير أقمار اصطناعية على المدار الثابت فهذا يعني توقف كل عمليات الاتصال والتواصل، وهذا الأمر أيضا يعد خطرا على الأقمار الأخرى بسبب اصطدامها بجزئيات الأقمار المفجرة، وحتى على محطة الفضاء المأهولة، كما يكمن الخطر على أقمار أخرى تقوم بمهام مختلفة كأقمار التجسس والأرصاد الجوية وغيرها. وهنا تكمن نقطة الضعف في الأنظمة الحديثة للاتصال عبر الأقمار الاصطناعية مقارنة بالأنظمة التقليدية الأرضية التي من الصعب تدميرها بضربة صاروخ. ويبدو أن التجربة الروسية ستفتح الباب واسعا على احتمالية وقوع حرب فضائية في حال اندلاع أي حرب بين القوى العظمى وبالأخص بين القوتين العظميين روسيا وأمريكا، وربما الصين والهند اللتين حققتا تقدما كبيرا في هذا المجال. وهنا تقف البشرية جمعاء على حافة الخطر ذلك أن معظم دول العالم لم تعد تعتمد على الوسائل التقليدية في الاتصال والتواصل والتي ربما ستجد نفسها بين ليلة وضحاها منقطعة عن العالم الخارجي، وانعدام تواصلها على المستوى الداخلي، وتنعدم الاتصالات بين الناس لأن المنازل لم تعد مجهزة بالهواتف الأرضية التي تعمل على الكابلات، وستواجه شركات المحركات الكبرى معضلة كبيرة تقنيا وماليا، ومضاعفات كبيرة جدا على أكثر من مستوى. وهنا لا بد من إعادة التفكير بخطة ب في حال نشوب أي حرب قادمة من باب الاحتياط فالتجربة الروسية بتدمير قمر اصطناعي ليست سوى البداية في سباق تسلح من نوع جديد.