ست سنوات على أتفاق بوتين ـ الأسد لقتل الشعب السوري

ست سنوات على أتفاق بوتين ـ الأسد لقتل الشعب السوري
ست سنوات على أتفاق بوتين ـ الأسد لقتل الشعب السوري



سنوات ست يوما بيوم مضت على زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد السرية إلى موسكو ( الزيارة الأولى في 20 تشرين الأول أكتوبر 2015) في طائرة شحن ليطلب العون من حليف قديم ينقذ نظامه من السقوط ورأسه كما سقطت رؤوس قبله في دول عربية أخرى هبت عليها ريح الربيع العاتية. الزيارة جاءت بعد أن خاب أمله من حليفه الفارسي الذي استنجد به قبلا ولم يقو على صد المعارضة المسلحة، رغم كل الميليشيات المرتزقة التي جلبها من أفغانستان، وباكستان بشحذ طائفي (حسب تسمياتها فاطميون، زينبيون، أبو فضل العباس)، بالإضافة إلى الحرس الثوري الإيراني، وحزب الله اللبناني، وببعض ميلشيات طائفية عراقية "كعصائب الحق" وسواها التي منيت جميعها بهزائم كبيرة وبخسارات بشرية فادحة.
خلال هذه الزيارة وضع بوتين شروطه: توسيع القاعدة البحرية الروسية في طرطوس، بناء قواعد عسكرية برية، أكبرها قاعدة حميميم الجوية والتعاقد مع النظام السوري لاستمرارها على الأراضي السورية لنصف قرن مقبل، جلب مرتزقة " فاغنر" لتضاف إلى الميليشيات الطائفية الأخرى التي ترتكب أبشع المجازر بالشعب السوري، إعطاء الضوء الأخضر للجيش الروسي باستخدام كل أسلحته وتجربتها في قصف السوريين، ( القصف الروسي قتل آلاف المدنيين منهم مئات الأطفال، ونجم عنه تدمير منشآت طبيه ومدارس وابنية سكنية) توكيل روسيا بأي مفاوضات تتعلق بسورية خارجيا، ووضع خططها للقضاء على المعارضة المسلحة داخليا بلغة الحيلة حينا( حيلة مناطق خفض التصعيد)، وبلغة الرصاص، والسوخوي أحيانا. (اعترف وزير الدفاع الروسي بتجريب مئتي سلاح جديد في سورية) وبعدم التعرض للجيش الروسي من قبل السلطات والقوات السورية تحت أي ظرف، هذه الشروط المجحفة بحق سورية وسيادتها، وبحق الشعب السوري، قبلها رئيس النظام السوري برحابة صدر، وأثبتت السنوات الست الماضية أن بوتين يتصرف بسورية كمقاطعة روسية، يهبط في قاعدة حميميم دون إعلام السلطات السورية ويستدعي رئيس النظام بمكالمة هاتفية. ويكفي التذكير بزيارة بوتين إلى مطار حميميم أواخر 2017، وكيف تعمد الكرملين تسريب شريط فيديو مهين أظهر كيف قام حرس بوتين بمنع الأسد من مرافقته أثناء مراسم قام بها الجيش الروسي لتدشين القاعدة. وموسكو وجدت في طلب إنقاذ نظام الأسد " بيضة ذهبية " لم تكن تتوقعها فهي تعود إلى الساحة الدولية عبر البوابة السورية، وتضمن تواجدا دائما في المياه الدافئة السورية، وتستفيد شركاتها من إعادة الإعمار، وترويج بيع أسلحتها. ست سنوات مضت شهدت الساحة السورية تطورات كبيرة خسرت خلالها المعارضة المسلحة مساحات واسعة من الأراضي التي كانت تسيطر عليها، أما المعارضة السياسية فباتت مهمشة كليا ولم تستطع أن تفرض نفسها على الساحة الدولية كممثل للشعب السوري، وكبديل للنظام القائم، بدلت الكثير من الدول العربية مواقفها من الثورة السورية 180 درجة وبدأت عملية تطبيع مع النظام، تطبيق قيصر وبالطبع تهجير عدد كبير من السوريين خارج البلاد، ومقتل مئات الألاف منهم، ويحاول النظام مع الروس، وميليشيات إيران الطائفية القضاء على أخر جيب للمعارضة في محافظة إدلب بالقصف اليومي واستمرار آلة القتل الممنهجة. كل ذلك أمام مرأى ومسمع العالم أجمع الذي بدل أن يتخذ قرارات بحق جرائم النظام يغض الطرف عنه من جهة، وعن عمليات تطبيع دول عربية معه مع أنها ضد عقوبات قيصر. ويعيد عضويته إلى منظمات دولية كالانتربول، ومجلس حقوق الانسان، وهو المرتكب لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ولا يعترف بأي حق لحقوق الإنسان.