أسماء الأسد الحلوة..

الدكتاتور مزهوا بالخراب
الدكتاتور مزهوا بالخراب


لا نقصد بالطبع أسماء زوجة بشار الأسد، لكننا قصدنا الأسماء التي سبغها الوالد والولد على نفسيهما. ولم نستخدم كلمة الحسنى لأننا نقارب من أسماء الله الحسنى، مع أن هناك من ألّه حافظ الأسد، وهناك من ألّه أيضا الوريث بشار.

والواقع أن كل من ألّه نفسه، لا شك أن فيروس "ديكتا ـ تور 2" مسّه وأوغل  مرضا خبيثا في عقله. ومن خصائصه أن لا لقاح ولا علاج له إلا بموت صاحبه. وأعراض المرض الخبيث " ديكتا ـ تور 2" معروفة ومتشابهة بكل من أصيب بها:

ـ إنشاء منظومة أجهزة الرعب يرهب بها عامة الناس كي يؤمن على نفسه وليس على البلاد، كم الأفواه والسيطرة على وسائل الإعلام ولا كلمة تعلو فوق كلمة الرئيس المفدى، وكل من يتفوه بكلمة مصيره السجن والتعذيب، اتهام الخارج بمؤامرة كونية ضد النظام والدولة. الكذب، ثم الكذب، ثم الكذب، على مبدأ النازي غوبلز على الناس والعالم. الحديث عن الإنجازات الخلبية بشكل مستمر رغم كل الإخفاقات. احاطة نفسه بالعملاء المأجورين يسبحون بحمده بكرة وأصيلا. قتل كل المعارضين لنظامه حتى لو كانوا بالملايين وبكل الأسلحة حتى الكمياوي منها. تدمير البلد أو بيع جزء منه في سبيل الاستمرار في السلطة، ثم تعليق الصورة العملاقة والتماثيل في كل مكان لشخصه و إطلاق الألقاب الخارقة على نفسه.

فمثلا كان فيدل كاسترو يكنى ب: ليدر ماسيمو ( القائد الأكبر)، وكان بورقيبة يلقب ب:" المجاهد الأكبر "، وكان ماو تسي تونج يلقب ب:" الموجه الأكبر"، "ديكتا ـ تورنا الأول" فكان يكني نفسه :" القائد إلى الأبد حافظ الأسد" أما " ديكتا ـ تورنا الثاني " فورث اللقب عن أبيه. وفي التاريخ هناك أسماء لامعة في "الديكتا ـ تورية" ففي روما كان كاليغولا ديكتاتورا قل مثيله فكان يغتال وينكل كل من يشك به ولو كان من مؤيديه، حتى أنه عين حصانه في منصب القنصل، وأمر له خدما وحشما وأطباقا من ذهب ليأكل فيها، والحصان بالطبع لم يكن يأبه بالذهب بقدر الشعير والبرسيم الذي يحتويه، بل كان روثه يملأ صحون الذهب بعد أن تفرغ. وانتهى كاليغولا بأن اغتاله أحد جنوده، ولا نعرف تحديدا إن كان "ديكتا ـ تورينا الأول و الثاني" إن مشيا على خطى كاليغولا وعينا بغالا في مناصب عليا أو حميرا. ولكن ما نعرفه أن الثاني مشى على خطى قريب كاليغولا الشهير نيرون الذي أحرق بلده روما كي يعيد بناءه على مذاقه، "فديكتا ـ تورنا" أحرق سورية دون أن نعي أنه يتطلع إلى إعادة بنائها على مذاقه، ولتقترن كل إنجازاته بأسمائه الحلوة التي يسبغها على نفسه، ويكررها خلفه كل مؤيديه كالببغاوات المتخمة " بالفستق" كما فعل أبوه من قبله: بحيرة الأسد، مكتبة الأسد، ... حتى سورية بأكملها صارت سورية الأسد وكأنه حولها إلى مزرعة شخصية والشعب السوري خدم له فيها. هذه المزرعة التي تحولت إلى مسالخ بشرية، ومدن أشباح، ومعتقلات، وسجون. شيئ واحد فقط لم يوضع عليه اسمه، مع أنه من صنعه المتكرر في الشعب السوري: مقابر الأسد