دوما المكلومة: عودة القاتل لموقع الجريمة

الاسد ينتخب نفسه من دوما ..المدينة التي دمرها
الاسد ينتخب نفسه من دوما ..المدينة التي دمرها


كما يعود القاتل إلى مكان جريمته، عاد بشار الأسد إلى دوما المكلومة، أحد أماكن ارتكابه جرائمه ضد الشعب السوري. هذه المرة لم يعد ليقتل من جديد فالمدينة التي فاحت منها روائح غاز السارين وقتلت أطفالا ونساء خنقا، وهجر منها الآلاف من أهلها إلى مناطق الشمال، لم يعد فيها من يرفع سلاحا بعد ان انسحب الفصائل وسلمت أسلحتها للقاتل. عاد هذه المرة ليمعن في إذلال المدينة وما تبقى من أهل الضحايا. من هذا المكان، مع سابق التصميم والإصرار، أراد أن يضع في صندوق " الاقتراع " ورقة تصويته لنفسه لمنصب يشغله هو منذ عقدين، ومورثه لثلاثة عقود الذي علمه مهنة قمع الشعب في مجازر عمت سورية أشهرها مجزرة مدينة حماة. من دوما المكلومة أصر الرئيس " المحبوب جدا " والذي قدمت مخابراته أرقاما للناخبين تفوق عدد سكان سورية، أن يرفع راية النصر على شعبه، ويكيد له كيدا والابتسامة على وجهه " أنا هنا كما قال أبي قبلي إلى الأبد" شئتم أم لا تشاؤون.

دوما مدينة العنب والزيتون فقدت ابنتها رزان زيتونة المدافعة عن حقوق الإنسان ورفاقها، اختطفت وهي تناضل من أجل الحرية، وغيبتها سراديب التعذيب. كما غيبت مئات الآلاف من السوريين خلال عقد كامل من عمليات القتل والتهجير والتدمير.

دوما العنب والزيتون أرغمت على الرقص فوق رفات أطفالها في "عرس انتخاب الرئيس نفسه" فمن لا يتقن الرقص على الرفات مات.

تبقى دوما في ذاكرتي طفلا عندما كنت استقل الترامواي الذي كان يربط دمشق بهذه المدينة الوديعة الغافية بين الكروم، المستيقظة على وسوسة العصافير، غابات زيتون، وأعناب تملأ العين والترامواي يسير على مهل كأغنية تهدهد طفلا، شجرة تودع شجرة، وتستقبل أخرى، تمر على طاحون تلفه شجرة تين معمرة تلهو بعصافيرها، إلى تقف في وسط سوق المدينة. ومن هناك تسير مسافة كيلومترات لتصل إلى مشفى أبن سينا المخصص للمجانين المحاذي لنهر عين السخنة، وهنا نقطة الحدود الأخيرة لغوطة دمشق الشرقية قبل أن تصل عدرا التي شهر اسمها بسجنها. هنا في مستشفى ابن سينا وهنا في سجن عدرا فقط مآل كل طاغية نكل بالشعب السوري.